في إطار انفتاحها على الحياة الجامعية، وسعيها الدائم لربط التكوين الأكاديمي بسوق العمل، نظّمت أكاديمية لانقولاب بالتعاون مع مصلحة الأنشطة العلمية والثقافية لجامعة غليزان ندوة علمية بعنوان:

وذلك بحضور عدد كبير من الطلبة المهتمين بالتطوير الذاتي والمهني من مختلف التخصصات والمستويات الدراسية، بالإضافة إلى نخبة من الأساتذة المختصين في مجال اللغات وعلوم التربية والتدريب المهني.

الاستثمار في اللغات: منظور علمي

افتتح الندوة الدكتورة برجي.س ، أستاذة و باحثة في التعليميات و علوم اللغة ، بمحاضرة قيّمة حول "التأثير المعرفي للتعدد اللغوي على الدماغ البشري". حيث استعرض أحدث الدراسات العلمية التي تؤكد أن متعلمي اللغات المتعددة يطورون قدرات معرفية متفوقة في مجالات:

• الذاكرة العاملة (Working Memory) وقدرتها على معالجة المعلومات
• المرونة المعرفية (Cognitive Flexibility) والقدرة على التكيف مع المهام المتعددة
• الانتباه الانتقائي (Selective Attention) والتركيز على المعلومات ذات الصلة
• الوظائف التنفيذية (Executive Functions) المرتبطة باتخاذ القرارات وحل المشكلات

وأشار الدكتور شيخ محمد الأمين إلى دراسة في "العلوم المعرفية"2023 والتي أظهرت أن متعلمي اللغات المتعددة يتمتعون بقدرة أكبر على التفكير الإبداعي بنسبة 28% مقارنة بأحاديي اللغة، وهو ما ينعكس إيجاباً على أدائهم المهني وقدرتهم على الابتكار في بيئة العمل.

آفاق مهنية واسعة: الواقع الاقتصادي للمهارات اللغوية

تميّزت الندوة بنقاشات معمّقة حول الدور الحاسم الذي تلعبه اللغات في فتح آفاق مهنية متنوعة، سواء في السوق المحلي أو الدولي. وقدم الدكتور شتوان عبد القادر أستاذ ذو خبرة في سوق العمل، و الدراسة في أوروبا نظرا أنه أستاذ درس بإنجلترا قدم تحليلاً للقيمة السوقية للمهارات اللغوية في الاقتصاد العالمي.

وأكد أن الدراسات الاقتصادية الحديثة تشير إلى أن إتقان لغة أجنبية واحدة على الأقل يزيد من فرص التوظيف بنسبة 30-35%، وذلك استناداً إلى إحصائيات منظمة العمل الدولية ومؤشرات سوق العمل للعام 2024.

كما تم استعراض التجارب العالمية الناجحة في دمج تعليم اللغات بالمناهج الجامعية، وكيف استطاعت دول مثل سنغافورة وفنلندا تحقيق طفرات اقتصادية من خلال الاستثمار في المهارات اللغوية للخريجين.

التفاعل كان رائعاً ومحفزاً!

الطلبة طرحوا تساؤلاتهم بكل اهتمام حول أفضل الطرق لتعلم اللغات، وكيفية تطوير المهارات اللغوية بجانب الدراسة الأكاديمية، وأهم اللغات المطلوبة في سوق العمل الحالي. وكانت الندوة فرصة ثمينة للإجابة عن العديد من الإشكالات التي يواجهونها في مشوارهم الجامعي والمهني.

وقد قدم الدكتور شيخ محمد الأمين ، خبير التعلم اللغوي، منهجية علمية حديثة لاكتساب اللغات تعتمد على مبادئ المعرفة العصبية (Neurolinguistics) والذكاء الاصطناعي، موضحاً كيفية استثمار التقنيات الحديثة لتسريع عملية تعلم اللغات والوصول لمستويات متقدمة في فترات زمنية قياسية.

في ختام الندوة، تمت دعوة الطلبة للاستفادة من الدورات اللغوية التي تقدمها أكاديمية لانقولاب، والتي تتميز بمنهجية تعليمية متطورة تستند إلى الأبحاث العلمية الحديثة في مجال تعلم اللغات واكتسابها، وتركز على المهارات العملية والتواصلية التي يحتاجها سوق العمل المعاصر.

نتوجه بجزيل الشكر والتقدير لكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء العلمي الهادف، وخاصة لمصلحة الأنشطة العلمية والثقافية بجامعة غليزان على تعاونها المثمر، ولكل الطلبة الذين أبانوا عن وعيهم ورغبتهم في التطوير.

في لانقولاب، نؤمن أن اللغة ليست فقط وسيلة للتواصل، بل أداة للتميّز والتألق المهني.